في خطوة تُظهر التكيف الذكي مع التحديات الجيوسياسية، أعلن جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة Nvidia، أن شركته لن تطور رقائق جديدة من سلسلة Hopper للسوق الصينية بعد شريحة H20. جاء ذلك خلال زيارته إلى الصين، حيث أوضح أن استمرار تكييف هذه السلسلة لم يعد خيارًا عمليًا، مؤكدًا أن الشركة تتطلع إلى تطوير شرائح جديدة كليًا تناسب القيود الأمريكية المفروضة على تصدير تقنيات الذكاء الاصطناعي.
لماذا تتوقف Nvidia عن سلسلة Hopper في الصين؟
منذ فرض القيود الأمريكية على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة إلى الصين، واجهت Nvidia تحديات كبيرة. لم يتبقَ من سلسلة Hopper إلا شريحة H20 كخيار قانوني للسوق الصينية، بعد حظر شريحتي H100 وH800. وبحسب هوانغ، فإن تعديل تصميمات Hopper لمواكبة هذه السياسات بات مستحيلاً تقنيًا أو غير مجدٍ اقتصاديًا، مما دفع Nvidia إلى البحث عن استراتيجيات جديدة أكثر توافقًا مع المعطيات.
السوق الصينية ما زالت محورية بالنسبة لـ Nvidia
رغم هذه العقبات، لم تقلل Nvidia من أهمية السوق الصينية التي شكلت نحو 13% من مبيعاتها السنوية، بما يعادل 17 مليار دولار في العام المالي الأخير. وأكد هوانغ أن الصين لا تزال تمثل فرصة مهمة وأن الشركة ملتزمة بتقديم حلول قانونية ومبتكرة تلائم احتياجات هذه السوق الضخمة.
خطط مستقبلية: شريحة جديدة بدلًا من H20
كشفت Nvidia أنها تعمل حاليًا على إطلاق نسخة معدلة من شريحة H20، ومن المتوقع طرحها خلال الشهرين القادمين. لكن الأهم هو الإعلان عن توجه لتطوير رقائق مختلفة كليًا، مصممة خصيصًا لتلبية متطلبات القيود الأمريكية الصارمة. هذا التوجه يعني ولادة سلسلة جديدة من الرقائق التي قد لا تنتمي لسلسلة Hopper، مما يشير إلى بداية مرحلة جديدة من الابتكار في ظل القيود.
رؤية سياسية وتقنية متقاطعة
لم يخفِ هوانغ انتقاده للسياسات الأمريكية السابقة، مؤكدًا أن منع تصدير التكنولوجيا قد يضر بالمنافسة العالمية للشركات الأمريكية. وأضاف أن التعاون والانفتاح هما الطريق الأمثل لنمو تقنيات الذكاء الاصطناعي عالميًا، وليس الانغلاق. في المقابل، تعهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في حال فوزه، بإلغاء هذه القيود، ما يضيف بعدًا سياسيًا لمستقبل Nvidia في الصين.
منافسة محلية: Huawei تدخل الحلبة
مع تراجع Nvidia في الصين، ازدادت قوة المنافسين المحليين، وعلى رأسهم شركة Huawei التي تعمل على تطوير معالجات ذكاء اصطناعي خاصة بها. هذا يعزز من أهمية خطوات Nvidia الجديدة لضمان عدم خسارة أحد أكبر أسواق التقنية في العالم.
في ظل هذه التحولات، يبقى السؤال: هل ستنجح Nvidia في الحفاظ على ريادتها في الصين عبر سلسلة رقائق جديدة؟ وهل ستؤدي هذه التغييرات إلى دفع حدود الابتكار أكثر؟ الإجابة ستتضح خلال الأشهر المقبلة.